Admin مديـر/ـةة
عدد المساهمات : 141 التقييـــييـييــيييــم :- : 1 تاريخ التسجيل : 16/12/2011 العمر : 26 الموقع :
| موضوع: كيـف نبكـي على الحسيـن عليـه السـلآم السبت مارس 03, 2012 11:06 am | |
| ورد في زيارة الناحية المقدسة للإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف : " فلأندبنك صباحاً و مساء, و لأبكين لك بدل الدموع دماً , حسرة عليك, و تأسفاً على ما دهاك, و تلهفاً حتى أموت بلوعة المصاب "
مدخل.. البكاء .. أول لغة يتعلمها الطفل ساعة ولادته , فيستقبل الحياة باكياً , ثم تصبح وسيلته للتعبيرعن حاجاته حال الطفولة , ثم تعبيراًعن مشاعره حال الكبرفي الفرح و الحزن. و يتفق الجميع على أهمية البكاء حال الضرورة و يجمع على ذلك علماء الطب و النفس و الدين بل قد يعد حاجة فطرية في بعض الأحيان كالحاجة للطعام و الشراب قد يتأذى الانسان بعدم إشباعها.
يؤكد علماء الطب أن للبكاء العديد من الفوائد منها: (1) · أن الدموع مطهرة و منظفة للعين و مجرى الأنف و البلعوم . · تشكيل طبقة شفافة تحمي العين من دخول الأوساخ و ترطبها. · أن كبت الانفعالات و عدم البكاء في حال الحاجة إلى التنفيس يزيد من خطورة الإصابة ببعض الأمراض كالضغط و السكري و القولون و قرحة المعدة حماكم الله من كل سوء , حتى يقول بعض العلماء إن الدموع التي لا تجد لها منفذاً من العيون تجعل الأحشاء تبكي !! · يصاحب البكاء تسارع في نبضات القلب و ارتفاع للحجاب الحاجز و انقباض للعضلات فيشعر الانسان بعده بالراحة والاستقرار و صفاء في الذهن قد يساعده على حل مشاكله العالقة. · البكاء يخلص الجسم من السموم و بعض المواد الضارة.
و يؤكد أيضاً علماء النفس على أهمية البكاء للتخلص من التوتر و الكابة النفسية التي قد تؤدي إلى الانتحار بل يعتبر العلاج عن طريق البكاء من الوسائل الناجعة في علاج بعض الحالات.
أهمية البكاء للطفل ... ورد عن الإمام الصادق ( عليه </A>السلام </A>)قوله للمفضل بن عمر : إعرف يا مفضل ، ما للأطفال في البكاء من المنفعة , واعلم أن في أدمغة الأطفال رطوبة إن بقيت فيها أحدثت عليهم أحداثا جليلة وعللا عظيمة من ذهاب البصر وغيره ! فالبكاء يسيل تلك الرطوبة من رؤوسهم فيعقبهم ذلك الصحة في أبدانهم والسلامة في أبصارهم ، أفليس قد جاز أن يكون الطفل ينتفع بالبكاء ووالداه لا يعرفان ذلك ؟ فهما دائبان ليسكتاه ويتوخيان في الأمور مرضاته لئلا يبكي ، وهما لا يعلمان أن البكاء أصلح له وأجمل عاقبة . (2)
نظرة علماء الدين للبكاء.. ورد في الأحكام الشرعية كراهة البكاء و الجزع للعبد إلا في عدة موارد: · البكاء من خشية الله. · البكاء توبة و ندماً على الذنوب. · البكاء خوفاً من العذاب الأخروي. · البكاء على مصاب سيد الشهداء الإمام الحسين عليه </A>السلام. · البكاء على أئمة الهدى و على موت المؤمن. فكل هذه الموارد يستحب فيها البكاء بل و حتى التباكي يقول أمير المؤمنين علي عليه </A>السلام </A>:" ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب". (3) ومن أعظم وأقدم أنواع البكاء هو البكاء و النوح على أبي عبد الله الحسين عليه </A>السلام </A>إذ بكته كل الموجودات منذ الأزل عن الصادق ( عليه </A>السلام </A>) قال : . . . ان أبا عبد الله الحسين ( عليه </A>السلام </A>) لما قضى بكيت عليه </A>السماوات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن ومن ينقلب في الجنة والنار من خلق ربنا وما يرى وما لا يرى ، بكى ‹ صفحة 77 › على أبي عبد الله الحسين ( عليه </A>السلام </A>) إلا ثلاثة أشياء لم تبك عليه </A>، قلت : جعلت فداك وما هذه الثلاثة الأشياء ؟ قال : لم تبك عليه </A>البصرة ولا دمشق ولا آل عثمان (4)
فلماذا البكاء على الحسين ؟ أورد هنا اختصاراً بعض ما ذكره العلماء في فلسفة البكاء على الحسين عليه </A>السلام </A>: · اقتداءً برسول الله و أهل بيته الذين بكوا الإمام الحسين و أقاموا مآتم العزاء حتى قبل استشهاده. · البكاء بدافع الرقة و المحبة فكل أمة تبكي عظمائها و علمائها و الساسة و الملوك بل حتى المغنين حسرة لخسارتهم فكيف بريحانة رسول الله. · تحقيقاً لقول رسول الله أن الله يقيض له شيعة يندبونه إلى يوم القيامة . · ما فيه من عظيم الأجر و جزيل الثواب ورد عن أبي جعفر عليه </A>السلام </A>قال : كان علي بن الحسين عليهما السلام </A>يقول : " أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا ، وأيما مؤمن دمعت عيناه دمعا حتى يسيل على خده لأذى مسنا من عدونا في الدنيا بوأه الله مبوأ صدق في الجنة ، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى يسيل دمعه على خديه من مضاضة ما أوذي فينا صرف الله عن وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار ". (5) · تعظيماً لشعائر الله " ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب " . · اظهاراً لحقيقة مظلومية أهل البيت و فداحة الأفعال الأموية التي حاول الكثيرون على مرالتاريخ تجميلها بل و محاولة طمس معالم الثورة الحسينية حتى وصل الأمر إلى محولة طمس قبر سيد الشهداء.
و السؤال هنا ... كيف نبكي الحسين؟ لا يقتصر إحياء ذكر أهل البيت عليهم السلام </A>بالبكاء على مصائبهم و إن كان في ذلك أثر عظيم و لكن حدث عالمي يتجدد كل عام ويتردد صداه في أنحاء العالم - وإن حاول البعض تهميش ذلك - لا يمكن أن يكتفى فيه بذرف الدموع بل لابد أن يكون لنا توجه مخطط هادف وإن كان على الصعيد الشخصي للاستفادة من هذه الليالي و الأيام المباركة نذكر هنا من ذلك الشيء اليسير: · السعي لتهذيب النفس و تربيتها على ترك حتى صغائر الأمور المكروهة خلال الأيام العاشورائية فإذا كان الأمام الحسين قد بذل نفسه وعياله في سبيل الحفاظ على الدين ألا ينبغي بنا ألا نجرح الدين بالمخالفة . · إحياء هذه الليالي بالعبادة كما أحياها سيد الشهداء و أصحابه بالعبادة فكان لهم دوي كدوي النحل ليلة العاشر مابين راكع وساجد و تالٍ للقرآن الكريم و خاصة بعد حضور مجالس العزاء و البكاء على الحسين سلام الله عليه </A>إذ يكون القلب في حالة من الخفة و التوجه. · المساهمة في نشر فكر أهل البيت عليهم السلام </A>سواءً عن طريق تأليف الكتب أو حتى كتابة المقالات أو الموضوعات في المنتديات الولائية. · الذوبان في شخصية الإمام الحسين عليه </A>السلام </A>و التحلي بأخلاقه الكريمة التي تجلى الكثير منها خلال معركة كربلاء كأخلاقيات التعامل مع الخصم و هو يسقي الأعداء الماء و يأمر أصحابه بترشيف خيولهم و غيرها الكثير. · المشاركة المباشرة في المآتم الحسينية بشكل مباشر وعدم الإكتفاء بالاستماع للمجالس خلال شاشة التلفاز أو بث الانترنت فالحضور بحد ذاته له أجر عظيم , إضافة لما له من تأثير على روحانية الفرد و تقوية لتلاحم المجتمع . .................................................. ................................
المصادر.. 1. لماذا نبكي الحسين؟ الشيخ عبد العظيم المشيخص. 2. بحار الأنوار ج3 ص65. 3. بحار الأنوار ج93 ص333. 4. الكافي : 4 / 575 ح 2. 5. بحار الأنوار ج44/281. نسألكم الدعاء م\ن
| |
|